
لا شك أن اتساع نظريات علم النفس الاجتماعي المعاصرة يعكس الأصول الفكرية المتنوعة لمختلف وجهات النظر في علم النفس.
انتقل إلى المحتوى القائمة الرئيسية القائمة الرئيسية
تحدّث ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع عن الإنسان بأنه كائن اجتماعيّ بطبيعته، فالحياة الاجتماعيّة تقوم على التفاعل الإنساني بين الأفراد، ويتمثل هذه التفاعل بتعاون أفراد هذا المجتمع بين بعضهم لتحقيق الأمن الخارجيّ والتعايش الآمن، وتحقيق الطمأنينة والراحة للحصول على لقمة العيش، وبالتالي تظهر الحاجة لتكوين نظام اجتماعيّ يقوم على ضبط علاقات واتصالات الناس فيما بينهم، مما تنتج عنها سلوكيات اجتماعيّة تفاعليّة مختلفة تختلف وتتباين باختلاف طبيعة البنية الاجتماعيّة، ومن هنا كانت الضرورة لأن يتفرّع علم الاجتماع كعلم مستقلّ من علوم النفس المختلفة.
تلاها دراسات شبيهة أخرى تناولت البحث في أسباب تألق بعض الفنانين والممثلين أمام الجمهور أكثر من التأدية دون جمهور، وكيف يتعثر البعض الآخر في نفس الموقف. ولاحقًا، أجرى الباحثون دراسات حول تأثير البروياغندا على سلوك السكان ككل.[١]
علم النفس من أهم مراجع علم النفس الاجتماعي هو علم النفس، حيث يرجع له في دراسة الدوافع والاتجاهات النفسية التي تؤثر في السلوك الاجتماعي بشكل عام، مثل دراسة التعاون وروح المنافسة، وأثر كل ذلك في الانتاج.
تعتبر دراسة طبيعة المجتمعات الإنسانية المختلفة من أهم محاور الدراسات الفلسفية الاجتماعية والإنسانية، حيث تكون طبيعة المجتمع الذي نلد ونعيش فيه عاملاً هاماً في تحديد سلوكياتنا النفسية والاجتماعية والأخلاقية، ومن جهة أخرى فإن طبيعتنا النفسية والشخصية وسلوكياتنا أثناء تفاعلاتنا المختلفة لها أثرها أيضاً على المجتمع الذي نعيش فيه، ومن هنا ينطلق مفهوم علم النفس الاجتماعي الذي يسعى لدراسة وفهم ماهية العلاقات وطبيعة التأثرات بين الفرد ومجتمعه، وفي هذا المقال سنطرح مفاهيم علم النفس الاجتماعي بشكل أكثر دقة ونتعرف على مختلف جوانبه.
لعلك سألت نفسك ذات يوم: ما الذي يجعلنا كبشر مختلفين عن بعضنا البعض، ما الذي يُشكِل مواقفنا؟ لماذا يصبح بعض الناس قادة عظماء دون غيرهم؟ كيف يتطور التعصب الكَروي عند البعض وكيف نتغلب عليه؟
تعريف علم النفس الاجتماعي وموضوعاته تعريف علم النفس الاجتماعي وموضوعاته
فهم الآثار النفسية لتعارض الفرد مع الجماعة: يتمتع كل نوع من أنوع المجتمعات في العالم بهوية ثقافية معينة تختلف معاييرها باختلاف العادات المتوارثة والقواعد الدينية ومستوى الوعي والثقافة الجماعية والمستوى التعليمي المنتشر في المجتمع، اجتماع كل تلك النقاط يخلق نوع من القوانين التي اعتاد أفراد المجتمع على اتباعها للفصل ما بين الصواب والخطأ، وفي رأي بعض الأفراد تكون تلك المعايير خاطئة أو غير مناسبة لهم وغير قادرين على الالتزام بها، ومن جهة أخرى قد يكون لدى أحد الأفراد رغبات أو قناعات يرفضها مجتمعه وربما يتعرض للقمع من محيطه بسببها، وإن أي مما ذكر يترك تأثيراً على الفرد قد ينعكس على توازن حالته النفسية أو على نوع سلوكه وتفاعله مع المجتمع، فنرى بعض الظواهر مثل الانعزال عن المجتمع وعدم الرغبة في الانخراط ضمن أفراده أو الخوف من مواجهته، أو ظهور حالة من السلوك العدائي تجاه أفكار وتقاليد ذلك المجتمع.
وهي جماعة تجمع بين أفرادها بالصداقة والحب والمعرفة الشخصية مثل الأسرة.
تعود أساسات علم النفس الاجتماعي وأبحاثه ودراساته إلى عدة مصادر منها:[٢]
ويتم أحيانًا جمع المعلومات اللازمة للدراسة من خلال توفير مركز متخصص لدراسة علم النفس الاجتماعي في العديد من الكليات والجامعات، ويكون هذا المركز مجهزًا بغرف مراقبة تسمح برؤية أحادية الاتجاه للتفاعلات الاجتماعية، ومزودة تفاصيل إضافية بمسجلات الصوت والفيديو والأجهزة الأخرى التي ترصد التفاعل الاجتماعي المستمر، ويمكن استخدام أجهزة الحاسوب وغيرها من التقنيات من أجل جمع المعلومات وملاحظتها وإجراء دراسات المطلوبة.[٣]
يقوم علم النفس الاجتماعى بشمل موضوعات عدة ومن أهمها ما يلي:
على سبيل المثال المعلم في المدرسة يحتاج إلى قواعد معينة لتحليل شخصية الطلبة، ويرغب في معرفة الاستراتيجيات المناسبة لأنماط إقناعهم بفكرة معينة، كما أنه يحتاج أن يدرس التعاون والتنافس والمشاركة في ما بينهم.